نجاح الشركات – مجلة رواد الأعمال

أظهرت دراسة حديثة أن شخصية المؤسسين تلعب دورًا حاسمًا في نجاح الشركات الناشئة؛ إذ قام فريق بحثي مشترك من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية وجامعات أخرى بتحليل بيانات أكثر من 21 ألف شركة ناشئة.

وقد تمت الدراسة باستخدام خوارزمية التعلم الآلي، وذلك لاستنباط سمات الشخصية للمؤسسين من خلال تحليل نشاطهم على تويتر. ونجح الباحثون في التمييز بين مؤسسي الشركات الناجحة بدقة تصل إلى 82.5 %.

كما تم ربط بيانات الشخصية المستخلصة مع قاعدة بيانات “كرانشبيس”. وهي أكبر دليل للشركات الناشئة في العالم، لدراسة العلاقة بين سمات الشخصية ونجاح الشركات الناشئة؛ سواء من حيث الاستحواذ على الشركة أو قيامها باستحواذ على شركة أخرى أو إدراجها في البورصة.

ووجد الباحثون أن مؤسسي الشركات الناجحة يمتلكون سمات شخصية مختلفة بشكل ملحوظ عن عامة الناس. وذلك وفقًا لنموذج الشخصية الخمسية الكبرى الذي يقيس الانفتاح، الضميرية، الانبساطية، فضلًا عن الاتفاقية، والعصابية.

فهرس المحتوي

سمات رواد الأعمال الناجحين

كشفت الدراسة عن العوامل الرئيسية التي تميز رواد الأعمال الناجحين؛ إذ أظهرت أن حب الاستطلاع والرغبة في تجربة الجديد والبدء بأشياء جديدة هي سمات أساسية لهذه الفئة.

كما أشارت الدراسة إلى أن الميل إلى لفت الانتباه ومستويات النشاط العالية تعدان من السمات المميزة لرواد الأعمال الناجحين.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور فابيان برايسمان، أحد مؤلفي الدراسة من جامعة أكسفورد، على ارتباط ارتفاع وجود هذه السمات الشخصية بزيادة فرص النجاح. كما أوضح أمثلة عديدة عن هذه النقاط؛ إذ يمكن رصد سمات ساهمت جميعها في نجاح شركاتهم:

– المغامرة والانفتاح على التجربة لدى ميلاني بيركنز.

– الثقة والحزم لدى ستيف جوبز.

– الحماس والطاقة لدى ريتشارد برانسون.

– الهدوء تحت الضغط لدى جيف بيزوس.

– الانضباط والتركيز لدى مارك زوكربيرج.

– الثقة لدى لاري بيج وسيرجي برين.

نجاح الشركات الناشئة

تنوع الشخصيات لقصص نجاح الشركات

وفي إطار مشترك، أظهرت الدراسة أنه لا يوجد نموذج شخصي واحد ينطبق على جميع رواد الأعمال الناجحين؛ بل إن هناك ستة أنواع مختلفة من الشخصيات بناءً على نموذج الشخصية الخمسية الكبرى، وهي: المقاتلون، والمشغلون، والمنجزون، والقادة، والمهندسون، والمطورون.

وأكدت البروفيسورة مارغريت كيرن، المؤلفة الرئيسية للدراسة من جامعة ميلبورن، أن الشخصية تعتبر عاملًا حاسمًا. ولكنها ليست العامل الوحيد لنجاح الشركات الناشئة، حيث تلعب العديد من العوامل الأخرى دوراً حاسماً، مثل الحظ والتوقيت والاتصالات من أجل نجاح الشركات.

كما تعد قصة ميلاني بيركنز، المؤسس المشارك لمنصة كانفا، مثالاً واضحًا على ذلك، حيث واجهت العديد من التحديات في بداية مسيرتها. بما في ذلك رفض أكثر من 100 مستثمر قبل الحصول على التمويل اللازم. وقد وصفت بيركنز نفسها بأنها مصممة وعنيدة ومغامرة.

أهمية تنوع الشخصيات 

ومن جانبه، يلعب تنوع الشخصيات ضمن فرق تأسيس الشركات دورًا حاسمًا في زيادة فرص النجاح؛ إذ وجد الباحثون أن شخصية المؤسس لها تأثير أكبر على النجاح من القطاع الذي تعمل فيه الشركة أو عمر الشركة نفسه.

كما كشفت الدراسة أن الشركات التي تضم مؤسسين يتمتعون بسمات شخصية متنوعة ومتكاملة؛ مثل القائد المغامر والمهندس المبدع والمطور المنفتح، تتمتع بفرص نجاح أعلى بشكل ملحوظ.

وأكد الدكتور فابيان ستيفاني، أحد مؤلفي الدراسة من جامعة أكسفورد، أهمية وجود أكثر من مؤسس واحد للشركة. ولذلك إن الشركات التي تضم ثلاثة مؤسسين أو أكثر تتمتع بفرص نجاح أعلى بنسبة تزيد عن الضعف مقارنة بالشركات التي يأسسها شخص واحد. وأشار إلى أن الشركات التي تضم مؤسسين يتمتعون بسمات شخصية متنوعة لديها فرص نجاح تزيد من 8 إلى 10 أضعاف مقارنة بالآخرين.

أهمية الفريق في نجاح الشركات الناشئة

وأكدت البروفيسورة مارغريت كيرن أن وجود فريق مؤسس متعدد الشخصيات يقلل من المخاطر المرتبطة بإنشاء الشركات الناشئة؛ حيث إن التكامل بين هذه الشخصيات يساهم بشكل كبير في فرص النجاح. ووصفت هذا الأمر بأنه “نظرية الفريق الناجح”.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية هذه النتائج بالنسبة لرواد الأعمال والمستثمرين وصناع السياسات؛ إذ يمكن الاستفادة منها في دعم الشركات الناشئة الواعدة وتكوين فرق مؤسسة قوية.

وفي هذا السياق، أكد سام ألتمان، المؤسس المشارك لشركة OpenAI، أهمية العلاقات بين المؤسسين في الشركة بأكملها. كما أشار إلى أن فهم تأثير شخصيات المؤسسين على نجاح الشركات الناشئة يمكن أن يساعد في اتخاذ قرارات أفضل. وذلك بشأن دعم الشركات الناشئة وتكوين فرق مؤسسة لديها أفضل فرص النجاح.

وتتجاوز أهمية تنوع الشخصيات في فرق العمل من أجل نجاح الشركات الناشئة، تمتد إلى العديد من المجالات؛ مثل: “البناء، والهندسة، وصناعة الأفلام”، والتي تعتمد على فرق عمل متعددة التخصصات ومؤقتة.

وفي السياق ذاته، أكدت البروفيسورة مارغريت كيرن على أهمية هذه النتائج بالنسبة لكافة أنواع المؤسسات. وأشارت إلى أن تنوع الشخصيات في الفرق يؤدي إلى أداء أفضل وتأثير أكبر.

كما يمكن الاستفادة من هذه الدراسة في مجال التوجيه المهني. وكذلك يمكن استخدام المعلومات حول سمات رواد الأعمال الناجحين لمساعدة الأفراد على تحديد مدى ملائمتهم لريادة الأعمال.

وأشارت البروفيسورة كيرن إلى أن نحو 8 % من الأشخاص حول العالم يمتلكون سمات شخصية تجعلهم رواد أعمال ناجحين، وأن العديد منهم ربما لا يعملون حاليًا في مجال ريادة الأعمال. وأكدت أهمية دراسة هذه الفئة وتحديد الأشخاص الذين يعملون في وظائف غير مناسبة لسمات شخصيتهم.

نجاح الشركات الناشئة

90 % من الشركات الناشئة تفشل

يواجه عالم ريادة الأعمال تحديًا صعبًا؛ إذ تشير الإحصائيات إلى فشل تسعة من كل عشرة شركات ناشئة. وعلى الرغم من قسوة هذه الحقيقة، إلا أنها ضرورية للتأمل والتفكير الجاد؛ بل إن من المفيد لرواد الأعمال كتابة سيناريو فشل محتمل قبل حتى إطلاق أعمالهم. وفقًا لإحصائيات مجلة فوربس العالمية.

خصائص الشركات الناشئة الناجحة

هل تساءلت يومًا عن السر وراء نجاح بعض الشركات الناشئة بينما تفشل أخرى؟ الجواب يكمن في مجموعة من العوامل الحاسمة التي تميز الشركات الناجحة، والتي منها التالي: 

1- اختيار المنتج أو الخدمة المناسبة للسوق

ذكرت مجلة فوربس خلال تحقيق استقصائي عن “اسباب نجاح الشركات الناشئة”، أن السبب الرئيسي لفشل تلك الشركات هو “صناعة منتجات لا يريدها أحد”.

كما أظهر استطلاع دقيق للشركات الناشئة الفاشلة أن 42% منها حددت “عدم وجود حاجة سوقية لمنتجها” كأهم سبب لفشلها؛ حيث إإذ أن أحد أهم عوامل نجاح الشركات الناشئة هو تطابق المنتج مع السوق.

2- لا تهمل أي شيء

لا يضمن وجود فكرة منتج رائعة وفريق تقني قوي نجاحًا مستدامًا للأعمال. كما أنه لا يجب تجاهل العمليات التجارية وقضايا الشركة بحجة أنها ليست من مسؤولياتك. لذلك قد يؤدي ذلك في النهاية إلى حرمانك من أي مستقبل في تلك الشركة.

وفي هذا الصدد، تعكس قصة شركة “ديجيوان” هذه الحقيقة بشكل واضح. لقد أهملوا جوانب أساسية من العمليات التجارية والأمور “المملة”؛ إذ يعتقد الرئيس التنفيذي أن مهمته القيادة فقط. ويظن مدير التسويق أن “مهمتي التسويق”، بينما يقول المطور الرئيسي: “لا شأن لي بغير البرمجة”.

ولكن الشركات الناشئة لا يمكنها تقسيم مسؤولياتها بهذه الطريقة. حيث تكون الأمور أكثر مرونة في الشركات الناشئة. وذلك مما يعني أن الأدوار والمسؤوليات تتداخل.

كما يمكن أن تتحول الأمور الصغيرة إلى أمور كبيرة. حيث إن من أهم مكونات الشركات الناشئة هي تلك القضايا المزعجة مثل العمليات التجارية والنموذج التجاري والقابلية للتوسع.

وجدير بالذكر أن أغلب رواد الأعمال الناجحون يعتقدون أن عليهم العمل على أعمالهم وليس في أعمالهم؛ حيث إن الانغماس في تفاصيل العروض التقديمية والمكالمات الهاتفية والاجتماعات والبريد الإلكتروني يمكن أن يصرف انتباه رائد الأعمال عن جوهر العمل.

3- الشركة تنمو بسرعة

مما لا شك فيه أن رواد الأعمال يسعوا إلى النمو – النمو السريع – وكذلك يحتاجه المستثمرون ويريده السوق. حيث إنه هو علامة على فكرة رائعة في سوق ساخن.

ومن جانبه، اعترف مؤسسي “وانتفول” بأنهم لم يحققوا النمو المتسارع للغاية المطلوبة لجذب رأس المال الاستثماري في المراحل المتأخرة؛ حيث إنهم كانوا بحاجة إلى تمويل. ولكن عندما لم تنمو الشركة بسرعة كافية لم يكونوا مؤهلين للحصول على المزيد من التمويل؛ فكانت هذه بداية النهاية.

ومن المحقق، أن النمو يؤدي إلى مزيد من النمو. حيث إنه لا ينبغي أن يكتفي المشروع بمعدلات نمو هامشية من رقم واحد بعد عدة أشهر من التشغيل؛ فإذا لم يحدث النمو بعد فترة زمنية معينة، فلن يحدث النمو.

كما كشفت الدراسة، أن السبب الرئيسي الثاني لفشل الشركات الناشئة هو “نفاد النقد”. لماذا نفد النقد؟ لأنهم لم ينموا بسرعة كافية. حيث إنه إذا كان بإمكان شركتك النمو بسرعة.

كما يمكنك تجاوز بعض أكبر قتلة الشركات الناشئة بشكل فعال – الخسارة أمام المنافسة. علاوة على فقدان العملاء، وفقدان الموظفين، وفقدان الشغف؛ حيث إن النمو السريع في وقت مبكر هو علامة أكيدة على النجاح المستقبلي.

القائد الناجح ينتج عنه شركة ناجحة

4- الفريق يتعافى لتحقيق نجاح الشركات

لا يقتصر مفهوم “التنوع” على امتلاك أكثر من مهارة أو موهبة؛ إذ يتضمن التنوع في بيئة نجاح الشركات الناشئة الكثير من مجموعة المهارات لدى الشخص.

كما إنه يتعلق بالعقلية؛ إذ يجب أن يمتلك فرق الشركات الناشئة القدرة على تغيير المنتجات، والتكيف مع خطط التعويض المختلفة. علاوة على تبني نهج تسويقي جديد، وتحويل الصناعات، وإعادة تسمية الأعمال، أو حتى تفكيك الأعمال والبدء من جديد.

ومما لا شك فيه، أن الأمر يتعلق بالتعافي من الضربات؛ إذ تتمتع الفرق القادرة على التعافي معًا أيضًا بسمة فريدة تتمثل في العمل معًا بانسجام خلال الأوقات الصعبة.

وكشفت دراسة “فوربس” لخصائص مؤسسي الشركات الناجحة، أن الشركات الناشئة التي لديها مؤسسين مشاركين لديها معدل نجاح أعلى من الشركات التي لديها مؤسس واحد.

كما يؤدي وجود مؤسس مشارك إلى إنشاء شراكة. حيث أن هناك المزيد من المساءلة؛ ما يساعدك على تجنب بعض الأخطاء التي يرتكبها القائد الكاريزمي الوحيد. بالإضافة إلى ذلك، سيكون لدى المؤسس المشارك مهارات لا تملكها أنت.

الرابط المختصر :

Read Previous

ارتفاع الأسعار وحملات المقاطعة: هل تتضخم مشاكل شركة ستاربكس؟

Read Next

بلومبيرغ: وزارة العدل الأميركية تدرس تفكيك غوغل | تكنولوجيا

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *