لا تنس أن تكون سعيدا وأنت تسعى

لا تنسَ أن تكون سعيدًا وأنت تسعى

 

وأنت في طريقك لتحقيق شيء ما، استمتع، ولا تربط سعادتك فقط بالوصول إلى ما تسعى.

 

لا تربط سعادتك بأمور مستقبلية، حدوثها أو عدمه يتناصفان الاحتمالية، عِشْ يومك، وتعلَّم من عَثَرات الماضي.

 

وتذكَّر أصغر إنجازاتك بالماضي، وابتسم ثم تطلَّع واطْمَح، لكن لا تربط سعادتك بالمستقبل؛ مثل: تربية أولاد، أو حصولهم على أعلى الشهادات والمهن، أو زواج، أو إنجاب أولاد، ذكورًا كانوا أو إناثًا، أو الحصول على وظيفة ملائمة، أو امتلاك شهادة رفيعة المستوى، أو منزل أو سيارة، أو مشروع خاص…

 

فالمبالغة في التفكير بهذه الأمور يُفقدك لذَّةَ الحاضر، ويُنسيك نفسك، نعم عزيزي، لا تُهمل نفسك؛ فلها حقٌّ، وتستحق السعادة، والخوف من عدم الوصول إلى الغاية، أو من الفقر، أو ما شابه، هذه الأفكار هي وعود من الشيطان، وتخويف من المستقبل الذي هو بيد الله؛ يقول تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268]، الشيطان يَعِدُ الفقر.

 

يقول سيدنا موسى في القرآن الكريم في سورة الكهف: ﴿ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ ﴾ [الكهف: 60]، وهذا دليل على الطموح، ومن حقِّنا أن نطمح.

 

ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، وهذا دليل على أن كلَّ إنسان فينا له طاقة وقدرة تحمُّل، لا يُطيق زيادة من عمل أو تفكير أو غيره.

 

وذكر في نفس الآية: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]، وهذا دليل على أن الإنسان لا بأس أن يخطئ، وخير الخطَّائين التوَّابون، والأفضل هو التعلم من الخطأ إن حدث.

 

Read Previous

العلاقات العاطفية عند المراهقين

Read Next

ركائز العشرة الزوجية (4)

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *